كارثة الطائرة الهندية AI171: تفاصيل أكبر تحطم جوي في تاريخ الهند الحديث وتحقيقات دولية جارية
مأساة جوية تهز الهند والعالم
في يوم 12 يونيو 2025، تحوّل مطار أحمد أباد الدولي إلى مسرح لواحدة من أكثر الكوارث الجوية فتكًا في تاريخ الهند. طائرة من طراز بوينغ 787‑8 دريملاينر، تابعة للخطوط الجوية الهندية Air India، وتحمل الرحلة رقم AI171، كانت في طريقها إلى لندن، قبل أن تتحطم بعد لحظات فقط من الإقلاع، مما أسفر عن مقتل 241 شخصًا من أصل 242 على متنها، بالإضافة إلى عشرات القتلى على الأرض.
تسلسل الحدث
كانت الطائرة قد أقلعت عند الساعة 4:48 صباحًا بالتوقيت المحلي، ولم يمضِ أكثر من 30 ثانية على تحليقها حتى بدأت بالانحدار الحاد. ثم اصطدمت بمبنى تابع لكلية طبية ومستشفى قريب من المطار. الحريق الناتج دمّر المبنى جزئيًا، وامتد إلى منشآت سكنية مجاورة، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 28 شخصًا على الأرض.
الناجي الوحيد: معجزة حية وسط الركام
المفاجأة المذهلة كانت نجاة راكب واحد فقط، يدعى فيشواش كومار راميش، وهو بريطاني من أصل هندي. تمكّن من فتح أحد مخارج الطوارئ بعد الارتطام وقفز إلى الخارج قبل أن تلتهم النيران الطائرة بالكامل. نُقل إلى المستشفى مصابًا بجروح طفيفة وصدمة نفسية حادة. يُعد نجاته أعجوبة طبية وإنسانية، وأصبحت قصته حديث الإعلام العالمي.
التحقيقات: تعاون دولي وتحقيق شامل
السلطات الهندية أعلنت تشكيل لجنة تحقيق عليا بقيادة مكتب التحقيق في حوادث الطيران (AAIB)، وبدعم مباشر من:
- هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)
- هيئة التحقيق في الحوادث الجوية البريطانية (AAIB UK)
- خبراء من شركتي بوينغ وجنرال إلكتريك (GE)، المصنعة لمحركات الطائرة
تمّ استرجاع الصندوقين الأسودين، ويجري تحليل البيانات الصوتية والرقمية لتحديد سبب الفشل في الإقلاع. المصادر الأولية ترجّح احتمال وجود خلل في نظام الدفع أو جهاز التحكم الآلي بالمحرك، لكن التحقيق لا يزال في بداياته.
بوينغ أمام عاصفة جديدة
يُعد هذا الحادث أول تحطم قاتل لطائرة بوينغ 787 منذ دخولها الخدمة عام 2009، وهو ما يمثل ضربة قاصمة لشركة بوينغ التي لا تزال تعاني من تداعيات أزمات سابقة تتعلق بطراز 737 ماكس.
شهد سهم الشركة تراجعًا بنسبة قاربت 9% في بورصة نيويورك بعد الإعلان عن الكارثة. ويخشى مستثمرون ومحللون من فتح باب لمراجعة شاملة للطراز 787، مما قد يؤدي إلى تأخيرات وتعديلات مكلفة في الإنتاج والخدمة.
ردود فعل دولية وتعاطف عالمي
قادة دول كبرى سارعوا إلى التعبير عن تعازيهم:
- رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وصف الحادث بأنه “يوم مظلم في تاريخ الطيران الهندي”
- رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعرب عن “حزن عميق لخسارة أرواح بريطانية”
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى “تحقيق شفاف وسريع”
- الملك تشارلز الثالث أرسل تعازيه إلى عائلات الضحايا في بريطانيا والهند
كما تم إعلان الحداد الوطني ليومين في الهند، وخصصت وزارة الطيران المدني خطوط مساعدة لعائلات الضحايا.
التأثير على قطاع الطيران
التحطم أعاد القلق الدولي حول سلامة الرحلات التجارية طويلة المدى، وخصوصًا في طائرات Dreamliner، التي تُستخدم في مئات المسارات حول العالم. ويُتوقع أن:
- يتم تعليق بعض رحلات بوينغ 787 مؤقتًا في عدة دول حتى انتهاء التحقيق
- تفتح وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) مراجعة فنية منفصلة
- تبدأ دول مثل الإمارات وأستراليا اختبارات صيانة استثنائية لطائراتها من الطراز نفسه
الأسئلة المعلّقة
حتى اللحظة، تبقى الأسئلة الأهم دون إجابة واضحة:
- هل تعود الكارثة إلى خطأ بشري، أم خلل هندسي، أم تقصير في الصيانة؟
- لماذا فشلت الطائرة في الارتفاع رغم اجتيازها الفحوصات الفنية قبل الإقلاع؟
- هل تشكّل الحادثة تهديدًا على ثقة العالم في بوينغ مرة أخرى؟
الإجابات على هذه التساؤلات ستتطلب أسابيع وربما شهورًا من التحليل، وهي مفتاح لفهم كيف يمكن تجنّب مآسٍ مشابهة مستقبلاً.
خلاصة
حادث الطائرة الهندية AI171 ليس مجرد كارثة جوية، بل لحظة فارقة في تاريخ الطيران الحديث. الأعداد الهائلة من الضحايا، الطبيعة المفاجئة للتحطم، والتداعيات التقنية والتجارية التي ستطال بوينغ والهيئات المنظمة للطيران، كلها تجعل من هذا الحدث ملفًا مفتوحًا للصحافة، والتحقيق، والمحاسبة.
نجاة راكب واحد من بين 242 لم تكن مجرد معجزة، بل تذكير بأن حتى في أعنف الكوارث، يبقى للقدر كلمته. أما بالنسبة لصناعة الطيران، فإن الحادث قد يفرض إعادة نظر شاملة في إجراءات السلامة، وتصميم المحركات، وفحص الأنظمة قبل الإقلاع.