متحور كورونا NB.1.8.1 (نيمبوس): ما الذي نعرفه حتى الآن عن السلالة الجديدة؟
في الوقت الذي بدأت فيه معظم دول العالم التعامل مع فيروس كورونا على أنه مرض متوطن لا يستدعي الطوارئ، ظهر متحوّر جديد يحمل الرمز NB.1.8.1 ويُعرف غير رسميًا باسم “نيمبوس” (Nimbus)، ليعيد إلى الساحة الصحية تساؤلات قديمة وأخرى جديدة حول طبيعة هذا الفيروس المتغيّر باستمرار.
ورغم أن السلالة الجديدة لا تثير القلق من حيث معدل الوفيات، إلا أن سرعة انتشارها وبعض أعراضها غير المألوفة — خصوصًا التهاب الحلق الحاد والمفاجئ — دفعت منظمات صحية بارزة إلى دق ناقوس الحذر.
النشأة والتعريف العلمي
متحور نيمبوس هو فرع جديد من متحوّرات أوميكرون، يتميز بتحورات وراثية على مستوى البروتين الشوكي الذي يُعد المفتاح الأساسي لدخول الفيروس إلى خلايا الجسم. وقد تم رصده أول مرة في يناير 2025 في الولايات المتحدة وآسيا، إلا أن انتشاره لم يلفت الأنظار إلا مع ارتفاع أعداد الإصابات خلال الربع الثاني من العام، خصوصًا في دول ذات كثافة سكانية عالية.
في مايو 2025، صنّفته منظمة الصحة العالمية كمتحور “تحت المراقبة”، ما يعني أن هناك حاجة لمتابعته علميًا دون اعتباره خطرًا طارئًا.
مدى الانتشار العالمي
ما يثير الانتباه في نيمبوس ليس فقط ظهوره المفاجئ، بل انتشاره السريع في عدة قارات خلال فترة زمنية قصيرة. وقد تم رصده في أكثر من 20 دولة، منها:
- الولايات المتحدة
- كندا
- بريطانيا وألمانيا
- الصين، الهند، سنغافورة، وهونغ كونغ
- المملكة العربية السعودية، الإمارات، قطر
- أستراليا ونيوزيلندا
تشير التقديرات إلى أن المتحوّر الجديد يُشكّل اليوم حوالي 10% إلى 11% من الحالات المؤكدة عالميًا، وهي نسبة آخذة في الارتفاع، خصوصًا في ظل التراجع العام في وتيرة أخذ الجرعات المعززة.
الأعراض: ما الذي يميز نيمبوس عن سابقيه؟
يُعدّ التهاب الحلق أحد أبرز وأشد الأعراض ارتباطًا بهذا المتحوّر، لدرجة أن المصابين وصفوا الشعور بأنه:
“كأنك تبلع شفرات حلاقة، أو زجاجًا مكسورًا”
ومن الأعراض الأخرى التي لوحظت لدى نسبة من المصابين:
- سعال خفيف أو جاف
- حمى متوسطة
- احتقان وسيلان في الأنف
- تعب عضلي وصداع
- أحيانًا اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو الإسهال
- بحة أو فقدان الصوت في بعض الحالات
اللافت أن هذا المتحوّر، رغم أعراضه المزعجة، لا يسبب عادةً مضاعفات خطيرة لدى من تلقوا اللقاحات أو أصيبوا سابقًا، ما يجعله أقرب إلى “متحوّر سريع الانتشار، متوسط الشدة”.
فعالية اللقاحات أمام متحوّر نيمبوس
حتى الآن، لا توجد مؤشرات قوية على أن نيمبوس ينجح في الهروب الكامل من المناعة المكتسبة، سواء من اللقاح أو العدوى السابقة. وتُظهر الدراسات الأولية أن:
- اللقاحات المحدثة التي تحتوي على مكونات أوميكرون قادرة على تقليل خطر الأعراض الشديدة بنسبة تتراوح بين 70 و85%.
- الأشخاص الذين تلقوا جرعة معززة حديثًا تظهر عليهم أعراض أخف، وأقصر من حيث المدة الزمنية.
- الفئات المعرضة للخطر ما زالت تُوصى بأخذ جرعة وقائية إضافية خلال هذا العام.
هل يشكّل نيمبوس خطرًا جديدًا على الصحة العامة؟
الخطر الحقيقي لا يكمن في شدّة المتحوّر، بل في سرعة انتشاره وقدرته على خلق موجات محلية من العدوى، خصوصًا في المجتمعات التي انخفضت فيها معدلات التحصين أو اختفت فيها الإجراءات الاحترازية تمامًا.
ما يُقلق خبراء الأوبئة هو أن نيمبوس قد يكون نقطة انطلاق لمتحوّرات لاحقة أكثر قدرة على التكيّف أو العدوانية، ما يعني أن الاستهتار قد يؤدي إلى انتكاسات مفاجئة.
التوصيات الصحية الحالية
رغم عدم وجود تعليمات بفرض قيود جديدة، فإن الهيئات الصحية توصي بما يلي:
- الالتزام بالكمامات في الأماكن المزدحمة أو المغلقة
- التزام النظافة الشخصية وتعقيم اليدين
- تجنّب التواجد بالقرب من أشخاص تظهر عليهم أعراض تنفسية
- الحصول على جرعة معززة إذا مرّ أكثر من 6 أشهر على آخر تطعيم
- العزل المنزلي عند ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا أو التهاب الحلق الحاد
الخاتمة
متحور NB.1.8.1 (نيمبوس) لا يُمثّل حتى اللحظة تهديدًا كارثيًا، لكنه مؤشر بيولوجي على أن فيروس كورونا ما زال في طور التحوّل والتكيّف، ما يتطلّب يقظة صحية مستمرة.
الاستجابة الذكية لا تكمن في العودة إلى القلق، بل في الحفاظ على وعي وقائي واتباع إرشادات علمية دقيقة. وكلما كان المجتمع أكثر التزامًا بالتحصين والوقاية، كان تأثير أي متحوّر جديد — مثل نيمبوس — محدودًا ومحاصرًا.
متحور كورونا NB.1.8.1، المعروف باسم “نيمبوس”، يلفت الأنظار في 2025 مع انتشاره السريع وأعراضه غير المألوفة مثل التهاب الحلق الحاد. تعرف على خصائصه، مدى خطورته، ومدى فعالية اللقاحات الحالية ضد هذا المتحوّر الجديد
متحور كورونا الجديد، متحور نيمبوس، NB.1.8.1، أعراض متحور كورونا 2025، التهاب الحلق كورونا، Razor blade throat، سلالة كورونا الجديدة، فعالية اللقاحات ضد نيمبوس، متحور كورونا المنتشر، كوفيد-19 2025، فيروس كورونا الجديد